روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ـ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ـ


  ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ـ
     عدد مرات المشاهدة: 1911        عدد مرات الإرسال: 0

قال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢٢].

هذا المقطع القرآني جاء بعد الأمر بعبادة الله، وذكر مسوغات الأمر بالعبادة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:٢١–٢٢].

فالله الرب المتفرد بالربوبية لم يشركه فيها أحد، ينبغي أن يفرد سبحانه بالعبادة، فلا يُعبد معه أحد، ولذا قال جل شأنه: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً}، يقول الإمام الطبري: والأنداد جمع نِدّ، والنِّدّ: العِدْلُ والمِثل، وقال ابن زيد الأنداد: الآلهة التي جعلوها معه، وجعلوا لها مثل ما جعلوا له. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {أَندَاداً} أي: أشباهًا، فنهاهم الله تعالى أن يُشركوا به شيئًا، وأن يعبدوا غيرَه، أو يتخذوا له نِدًّا وَعِدلا في الطاعة، فقال: كما لا شريك لي في خلقكم، وفي رزقكم الذي رزقكم، ونعمي التي أنعمتها عليكم، فكذلك فأفردوا ليَ الطاعة، وأخلصُوا ليَ العبادة، ولا تجعلوا لي شريكًا ونِدًّا من خلقي، فإنكم تعلمون أن كلّ نعمةٍ عليكم فمنِّي -جامع البيان 1/369- 370 بإختصار.

ويقول ابن كثير رحمه الله: لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر، وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من توحيده هو الحق الذي لا شك فيه -تفسير القرآن العظيم 1/196.

ويقول الشيخ السعدي: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً} أي: نظراء وأشباها من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله، وهم مثلكم، مخلوقون، مرزوقون مدبَّرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أن الله ليس له شريك ولا نظير، لا في الخلق والرزق والتدبير، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب، وأسفه السفه.

وقد جمعت هذه الآية بين الأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن عبادة ما سواه، وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته، وبطلان عبادة مَن سواه، وهو ذكر توحيد الربوبية، المتضمن لإنفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك، فكذلك فليُكن إقراره بأن الله لا شريك له في العبادة، وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك -تيسير الكريم الرحمن ص 45.

والأنداد التي يشدد القرآن في النهي عنها لتخلص عقيدة التوحيد نقية واضحة، قد لا تكون آلهة تعبد مع الله على النحو الساذج الذي كان يزاوله المشركون، فقد تكون الأنداد في صور أخرى خفية، قد تكون في تعليق الرجاء بغير الله في أي صورة، وفي الخوف من غير الله في أي صورة، وفي الاعتقاد بنفع أو ضر في غير الله في أي صورة -انظر: في ظلال القرآن 1/19.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.